خطبة حجة
الوداع
1.
دراسة العنوان:
أ. تركيبيا:
يتكون العنوان من جملة اسمية مبتدؤها محذوف تقديره "هذه".
ب.
معجميا:
ينتمي العنوان إلى المجال الديني.
ج. دلاليا:
يشير العنوان إلى آخر خطبة ألقاها الرسول محمد صلى الله عليه و سلم في
حياته.
2. بداية النص:
ينصح فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بتقوى الله وطاعته، ويحرم
عليهم الاعتداء على أموال إخوانهم المسلمين و دمائهم.
3. دراسة
الصورة:
تمثل الصورة المرفقة بالنص مشهدا
لمناسك الحج حيث يطوف المسلمون حول بيت الله الحرام.
تأطير
النص:
1. صاحب
النص: محمد صلى الله عليه و سلم
أـ ميلاده و نشأته
ولد سيدنا محمد صلى
الله عليه و سلم في 12 ربيع الأول من عام الفيل ما يوافق حوالي عام 571 من السنة الميلادية
في مكة.
والده هو عبد الله بن عبد المطلب من قبيلة قريش، توفي
قبل مولد الرسول صلى الله عليه و سلم، أما أمه فهي آمنة بنت وهب، توفيت و عمره ست
سنوات.
أرضعته
حليمة السعدية مدة حولين كاملين، و يروى أنه في فترة رضاعته أصبحت بادية بن سعد
مخضرة و أغنامها ممتلئة الضرع، و حلت بها بركة لم تشهدها من قبل.
عند وفاة آمنة، تكفل
بمحمد جده عبد المطلب ثم بعد وفاته عمه أبو طالب.
ب ـ شبابه
اشتغل محمد صلى الله
عليه و سلم كراع للغنم لمساعدة عمه ثم بعد ذلك بالتجارة. وعرف بين أهل قريش
بأمانته فكانوا يلقبونه بالأمين.
روي عن
الرسول (صلى الله عليه و سلم) أنه لم يسجد لصنم قط كما أنه لم يكن صاحب لهو و لعب.
تزوج خديجة
بنت خويلد و سنه خمس وعشرون سنة بينما كانت تبلغ من العمر أربعين سنة. و كانت
خديجة رضي الله عنها ذات تجارة و مال، و هي من عرض على محمد الزواج لما رأت منه من
صدق أمانة.
كانت
خديجة أول من تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يتزوج بغيرها حتى ماتت و مكث
معها خمس وعشرون سنة، و هي أول من أسلم.
ج ـالدعوة و نزول الوحي
كان محمد (صلى الله
عليه و سلم) قد اعتاد أن يخرج إلى غار حراء للتعبد، فيأخذ معه الطعام والشراب و
يمكث هنالك لمدة. و حين بلغ من العمر أربعين سنة، جاءه جبريل عليه السلام و هو
بغار حراء، وهناك جاء نزول الوحي لأول مرة، و أول ما نزل بداية سورة
العلق:
{ اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }.
و استمر الوحي بعد ذلك في النزول مدة ثلاثة وعشرين عاما.
2. مصدر
النص:
النص مأخوذ من كتاب " البيان و التبيين" لصاحبه الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار
الجيل، ج 2، ص/ص: 31/32 (بتصرف).
1. نوعية
النص:
النص عبارة عن خطبة دينية ذات بعد توجيهي وإرشادي.
2. الشروحات
اللغوية
ـ كحرمة يومكم: هو يوم عرفة و كان يوم الجمعة.
ـ الربا، ربا المال: زاد ونما، و الربا القرض بالفائدة مقابل الزيادة.
ـ موضوعة: باطلة.
ـ دماء الجاهلية: طلب دم القتيل، و ما نجم عن العصبية القبلية من غارات و
حروب.
ـ مآثر الجاهلية: عاداتها و تقاليدها الفاسدة.
ـ السقاية: موضع السقي، ويقصد بها في النص سقي الحجاج بالماء.
النسيء: التأخير. نسأ الشيء: أخره. ويقصد به في النص: تأخير شهر من الأشهر
الحرم عن وقته، و إحلال الإغارة فيه.
3. الفكرة
العامة:
ـ دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تقوى الله و التشبت بتعاليم الدين
الإسلامي الحنيف ونبذ العادات الجاهلية.
4. الافكار
الأساسية:
ـ افتتاح الخطبة بالحمد و الثناء
على الله عز و جل.
ـ وصاية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بتقوى الله وطاعته،
وتحريمه انتهاك حرمة مال المسلم و دمه.
ـ تأكيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على رد الأمانة إلى أصحابها، وترك
الربا و الثأر.
تحريمه صلى الله عليه وسلم للنسيء، وهو تأخير شهر من الأشهر الحرُم عن وقته لإحلال القتال فيه.
ـ يحرص الرسول محمد صلى الله عليه و سلم عل إبعاد المسلمين كافة عن العادات الجاهلية، لأنه
كانت سببا في انعدم الأمن والاستقرار في الحياة الاجتماعية، و سببا في إثارة الفتن و الحروب بين القبائل في العصر
الجاهلي.
ـ تبرز أهمية استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم لأسلوب النداء في مطلع كل
فقرة على حدة (أيها الناس)، في استمالة قلوب المسلمين و شد انتباههم إلى ما يلقي
عليهم من توجيهات و إرشادات و مواعظ.
ـ تكررت عبارة " ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد" للتوكيد على العمل و على أهمية
ما قام بإبلاغه على المسلمين حتى لا تبقى لهم حجة فيما بلغه.
ألقى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم آخر خطبة له في حياته، سميت بخطبة حجة
الوداع يحث فيها المسلمين على تقوى الله وطاعته، حيث أمرهم باتباع تعاليم الدين
الإسلامي الحنيف، التي تتمثل في حفظ الامانة وردها إلى أصحابها وعدم انتهاك حرمة
دم المسلم و ماله، كما نهاهم عن العادات الجاهلية مثل الربا و الثأر، وحذرهم من
اتباع الشيطان.
يتضمن النص قيما اجتماعية وتاريخية و دينية يمكن أن ندرجها فيما يلي:
أـ قيمة تاريخية: وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد إلقاء خطبة حجة
الوداع.
ب ـ قيمة اجتماعية: حفظ النفس و المال و الأمانة.
ج ـ قيمة دينية: تقوى الله و طاعته وحمده والثناء عله.
